أطلق الطالب السوداني علي أحمد علي دياب مبادرة تهدف إلى استغلال المساحات المنزلية في زراعة المحاصيل من خضر وفاكهة وغيرها، وذلك لمواجهة غلاء الأسعار وارتفاع تكاليف المعيشة والأزمة الاقتصادية التي يعاني منها السودان. ويؤمل دياب الذي يدرس بكلية علوم الحاسوب وتقانة المعلومات أن تقود مبادرته إلى الوصول للاكتفاء الذاتي عبر زراعة المحاصيل من خلال المجتمعات ومن داخل البيوت
وكان السودان في الفترة الأخيرة شهد تضخما كبيرا وارتفاعا في السلع الاستهلاكية، ويعتبر دياب أن الزراعة هي المخرج من الأزمة الاقتصادية الراهنة في البلاد ويقول إن مبادرته تهتم بالزراعة المنزلية لتحقيق الاكتفاء الذاتي للمساعدة في إنعاش اقتصاد البلاد
وتولدت فكرة مبادرة علي التي اطلق عليها اسم ” بيتنا أخضر” من رحم الحجر المنزلي في إطار التقليل من انتشار جائحة كورونا عام 2020 ويقول: ” حينما بدأت جائحة كورونا بالانتشار زادت الأزمة الاقتصادية وسببت مشكلة في القوت اليومي للناس، لأن توفير سلة الخضار اليومي يحتاج لمبالغ كبيرة من المال”
ويضيف علي ” بعد أن تم تعليق الدراسة بالجامعة بسبب جائحة كورونا ذهبنا إلى منازلنا وكان هناك وقت فراغ كبير، لذا بدأنا نزرع وفي فترة وجيزة جداً وخلال 40-45 يوم بدأنا نُنتج وبدأنا الحصاد من خلال زراعتنا المنزلية وجدنا الحلّ وأرى أن الحل الرئيسي للأزمة الاقتصادية موجود في الزراعة”
تطورت الفكرة من بعد ذلك لتنتقل لجيرانه وجيران جيرانه حتى تبلورت وتحورت إلى مبادرة أشمل يُريد لها أن تعم الحضر كما الريف فطفق علي يبشر وينشر عن تجربته ومبادرته على مواقع التواصل الاجتماعي وهناك حصد اعجابا وتفاعلا كبيرين يقول دياب: ” بدأنا مباشرة في فكرة الزراعة المنزلية وأنشأنا مبادرة سميناها بيتنا أخضر ومن أول منشور على فيسبوك قلت فيه أريد أن أُنشئ مبادرة بهذا المفهوم فأُعجب الناس بالفكرة وأعلنوا دعمها ومباشرةً جاء الدعم وتبرع الناس بأشياء عديدة”
بدأ دياب بمشروعه بكد واجتهاد وأصبح يوفر عبر مبادرته هذه للأسر البذور الجيدة ويقدم لهم دورات تدريبية على زراعة المحاصيل وكيفية العناية بها، وتم استهداف العشرات من الأسر في بادئ الأمر وتوسع عمل مبادرته أكثر فأكثر
يقول عادل إبراهيم وهو معلم بمرحلة الأساس وأحد المستفيدين من مشروع دياب ” كانت لدي رغبة في الزراعة ولكني كنت احتاج أشياء كثيرة كإيجاد البذور، والحمد لله أحضروا لنا البذور وكانت بذور مُحسّنة وشجعونا على هذا الأمر وقد كنا نحتاج إلى تدريب وقاموا بعمل ورشة لنا لمدة 3 أيام ، زرعت تقريباً 10 محاصيل باذنجان، طماطم، شطّة، تبش، قثاء واكتفيت ذاتياً , بل بدأت أعطي الجيران وبعد ذلك بدأت البيع من محصول منزلي”
نجاح التجربة في عدد من المنازل دفع بدياب إلى مواصلة مشروعه وأمله في أن تقلل المبادرة من معاناة الأسر ذات الدخل المحدود في الحصول على الغذاء ويقول دياب ” إن التجربة الناجحة التي عاشها عادل في منزله أود أن يعيشها كل مواطن سوداني في منزله إذا حقق كل مواطن سوداني الاكتفاء الذاتي الذي حققناه في منزلنا مؤكد أنه لن تكون هنالك أزمة اقتصادية”