تمكن مصطفى العنداني، وهو نازح سوري في مدينة الباب السورية، من تطوير المقاعد الكهربائية لذوي الإعاقة الحركية لتعمل بالطاقة الشمسية؛ بإضافة ألواحها على الكرسي وإجراء تعديلات على نظامها الكهربائي.

وكان مصطفى العنداني الذي عمل فنيا للكهرباء بمصانع النسيج في حلب قبل الثورة السورية قد تعرض لإصابة في الرأس أثّرت على ساقيه وأعاقت حركته، فأصبح طريح الفراش لا يستطيع المشي إلا عبر مساعدة من أحد او عبر عكازات تسنده.

بيد أن هذه الإصابة لم تقعد طموحه، بل كانت مصدر إلهام له للبحث عن حلول لذوي الإعاقة الحركية، يقول مصطفى “الشعور كان صعبا جدا عندما ترى شبابا حولك بعمر الورد، هذا فقد ساقه وآخر فقد يده. أنا مررت بفترة كنت مثلهم، هذا الأمر ألهمني لأقدم مشروعا لذوي الإعاقة الحركية، لِما أحسست به من معاناة كبيرة لديهم عندما كنت مريضا، الكرسي هو نصف حياتهم، بمجرد حمله من السرير تصبح حياته كلها على الكرسي”.

عشعشت الفكرة في خلده يغذيها إحساس موجع بحال هذه الشريحة، فطفق يبحث في هندسة مشروعه، لتوفير حل ناجع لمن يملكون كراسي كهربائية يحول شح الكهرباء دون الاستفادة منها..

يقول مصطفى “درست الفكرة مبدئيا، ثم اتخذت الخطوات اللازمة، وحددت ما أحتاجه وهي ألواح طاقة شمسية على كرسي متحرك، أخذت قياسات الكرسي وأبعاده وتأكدت من قدرة تحمله، بحيث لا نحمّله وزنا زائدا، ثم ذهبت إلى الحدّاد وطلبت منه صنع قاعدة سهلة الفك والتركيب، حتى نستطيع تثبيت الألواح عليها فوق الكرسي”.

سرعان ما تحول حلم مصطفى إلا حقيقة فقد بات الكرسي يتحرك بالطاقة الشمسية، لكن ثمة عقبة عند وجود الغيم تكمن في البطاريات وجهاز يعمل على تغزين الطاقة ورفع القدرة، يقول الرجل “أول كرسي بالفعل كان مدهشا، وبدأ الناس يتصلون بي، لكن ليس لدي إمكانيات لمساعدتهم”.

عقبات عديدة واجهت الرجل في تنفيذ مشروعه في منطقة تعاني ويلات الحرب والنزوح، منها الحصول على بعض اللوازم البسيطة للمشروع، التي قد تكون معدومة أو غالية الثمن بالنسبة له ولأقرانه من ذوي الإعاقة الحركية في الشمال الغربي من سوريا. يقول مصطفى “أول كرسي صنعته كان فيه الكثير من الصعوبات، أولا: الكلفة، وثانيا: عدم توفر المواد الأولية، وثالثا: البطاريات، لأن نظام الكرسي مصنع لنظام بطارية معين، وإذا تلفت البطارية تعطل الكرسي. هذه الفكرة أعطت دفعة جديدة للبطاريات. اللوح يحمل كل عناء حركة الكرسي نهارا، ويعود للعمل على البطاريات ليلا، ذوو الإعاقة الحركية بشكل عام لا حاجة لهم إلى الكرسي بعد غروب الشمس”.

المشروع كان بالنسبة لذوي الإعاقة الحركية في منطقة مصطفى العنداني بمدينة الباب مخلصا من كابوس عدم القدرة على الحركة، يقول يحي حسن أحد المستفيدين من مشروع مصطفى “كنت أعاني لشحن بطارية